مظاهرات لحس الكوع السودانية 2012 , اخبار السودان 2012

خرجت مظاهرات في أنحاء متفرقة بالسودان في جمعة “لحس الكوع” التي وجدت زخماً واهتماماً كبيرين من المواطنين والسلطات، وتجاوزت الهتافات مطالب معيشية واقتصادية إلى المطالبة بإسقاط النظام، والمناداة بالحرية والعودة إلى الحكم الديمقراطي وإسقاط النظام، فيما أطلقت الشرطة الرصاص الحي في الهواء لتفريق المتظاهرين، كما استخدمت الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع . وشهدت عدد من المساجد، أمس، خروج المصلين إلى الشارع خاصة مسجد ودنوباوي في أمدرمان ومناطق بيت المال وجنوبي الخرطوم والخرطوم بحري، شمبات والدناقلة والحاج يوسف . وعلى الرغم من أن أعداد المتظاهرين لم تكن كبيرة نسبياً، إلا أن السلطات تعاملت معها بعنف وسعت إلى إخمادها فوراً، غير أنها تواصلت حتى مغيب الشمس، وأصيب عدد كبير من المتظاهرين، في الدناقلة والحاج يوسف، بري، الثورة، الجريف، عد حسين، مايو والسامراب . وتحرك المتظاهرون في مجموعات من 100 أو 200 متظاهر قاموا بإحراق الإطارات والرشق بالحجارة وقطع الطرقات مع المطالبة بتغيير النظام . وجوبهت هذه التحركات في أغلب الحالات بإلقاء الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريقهم . وسجل نشطاء وقوع حالات اختناق بالغاز، بين عدد من الأطفال والشيوخ في ود نوباوي، فيما أصيب أحد المتظاهرين إصابات خطيرة بالرصاص المطاطي . وطوقت قوات الأمن محطات الوقود خشية استغلالها لإشعال حرائق . وأطلقت الغاز المسيل للدموع على المحتجين الذين رشقوا قوات الأمن بالحجارة، وطال الدخان فناء مسجد ودنوباوي، الأمر الذي أدى إلى اختناق المصلين من كبار السن الذين فضلوا البقاء في المسجد، في حين تفرق المتظاهرون في الشوارع المحيطة بالمسجد وأضرموا النيران وسط أحد الشوارع القريبة واعتقلت الشرطة عدداً من المتظاهرين . ودعت المجموعات الشبابية منذ أيام إلى الخروج من المساجد والتظاهر في كل الأماكن . وقرر حزب الأمة المعارض الانضمام إلى هذه الدعوات، من خلال اعتصام في ساحة مسجد الإمام عبدالرحمن المهدي في ودنوباوي في أم درمان، الشهير بأنصار الحزب . في حين وقعت اشتباكات في محيط مسجد السيد علي الميرغني، في الخرطوم بحري . وتمت الدعوة إلى تنظيم احتجاجات الجمعة والسبت، إذ يصادف 30 يونيو/حزيران الذكرى الثالثة والعشرين لانقلاب البشير وانطلاق الأسبوع الثالث من احتجاجات معارضة غير مسبوقة في عهده . من جانبه أوضح عبد الرحمن الخضر والي الخرطوم، أنهم ليسوا ضد ظاهرة الاحتجاجات التى خرجت ولا ضد حق الناس في التعبير بشتى أنواعه ولم يمنعوا هذا الحق حتى فى دور الأحزاب المختلفة . وقال في برنامج مؤتمر إذاعي، أمس، إن أي مسيرة أيا كانت أهدافها لابد أن تتقدم بإذن من السلطات المختصة لحمايتها وضمان سلامتها خشية وقوع انفلات هنا أو هناك أثناء سيرها شريطة ألا يحدث تجاوز لهذا الحق ويطال حقوق أمن وسلامة الآخرين . وأشار إلى أن هذا التجاوز لا نسمح به وفي نفس الحين نوجه الشرطة إلى التخفيف فى تعاملها مع المتظاهرين والرفق بهم . وشدد الوالي على أن تجاوز المألوف لا نمرره ونتصدى له إذا وصل مرحلة التخريب وحرمات الناس وممتلكاتهم محذراً من استغلال هذا الأمر . وقال “ندرك أن الإجراءات الأخيرة ثقيلة على المواطن وما تم التوصل اليه من هذه الاجراءات دونه الطوفان الا أننا نحاول الآن أن نخفف من الآثار” .